الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: خزانة الأدب وغاية الأرب (نسخة منقحة)
.وفاة عمران بن شاهين وقيام ابنه الحسن مقامه ومحاربته عساكر عضد الدولة. ثم توفي عمران بن شاهين فجأة في محرم سنة تسع وستين وثلثمائة لأربعين سنة من ثورته بعد أن طلبه الملوك والخلفاء ورددوا عليه العساكر فلم يقدروا عليه ولما هلك قام بعده ابنه الحسن فطمع عضد الدولة فيه وجهز العساكر مع وزيره وسدوا عليه المياه وأنفق فيها أموالا وجاء المد فأزالها وبقوا كلما سدوا فوهة فتق الحسن أخرى وفتح الماء أمثالا لها ثم وافقهم في الماء فاستظهر عسكر الحسن وكان معه المظفر أبو الحسن ومحمد بن عمر العلوي الكوفي فاتهمه بمراسلة الحسن وإفشاء سره إليه وخاف أن تنقص منزلته عند عضد الدولة فطعن نفسه فمات وأدرك بآخر رمق فقال: محمد بن عمر حملني على هذا وحمل إلى ولده بكازرون فدفن هنالك وأرسل عضد الدولة إلى العسكر من رجعه إليه وصالح الحسن بن عمران على مال يحطه وأخذ رهنه بذلك..مقتل الحسن بن عمران وولاية أخيه أبي الفرج. كان الحسن بن عمران آسفا على أخيه أبي الفرج وحنقا عليه ولم يزل يتحيل عليه إلى أن دعاه إلى عيادة أخت لهما مرضت وأكمن في بيتها جماعة أعدها لقتله فدخل الحسن منفردا عن أصحابه فأغلقوا الباب دونهم وقتلوه وصعد أبو الفرج إلى السطح فأعلمهم بقتله ووعدهم فسكتوا ثم بذل لهم المال فأقروه وكتب إلى بغداد بالطاعة فكتب له بالولاية وذلك لثلاث سنين من ولاية الحسن..مقتل أبي الفرج وولاية أبي المعالي بن الحسن. ثم إن أبا الفرج لما قتل أخاه الحسن قدم الجماعة الذين قتلوه على أكابر القواد وكان الحاجب المظفر بن علي كبير قواد عمران والحسن فاجتمع إليه القواد وشكوا إليه فسكنهم فلم يرضوا وحملوه على قتل أبي الفرج فقتله ونصب أبا المعالي ابن أخيه الحسن مكانه لأشهر من ولايته ثم تولى تدبيره بنفسه لصغره وقتل من كان يخافه من القواد واستولى على أموره كلها..استيلاء المظفر وخلع أبي المعالي. ثم إن المظفر بن علي الحاجب القائم بأمر أبي المعالي طمع في الاستقلال بأمر البطيحة فصنع كتابا على لسان صمصام الدولة سلطان بغداد بولايته وجاء به ركابي عليه أثر السفر وهو بدست إمارته فقرأه بحضرتهم وتلقاه بالطاعة وعزل أبا المعالي وأخرجه مع أمه إلى واسط وكان يصلهما بالنفقة وأحسن السيرة بالناس وانقرض بيت عمران بن شاهين ثم عهد إلى ابن أخته علي بن نصر ويكنى أبا الحسن وتلقب بالأمير المختار وبعده إلى ابن أخته الأخرى ويكني أبا الحسن ويسمى علي بن جعفر..وفاة المظفر وولاية مهذب الدولة. ثم توفي الحاجب المظفر صاحب البطيحة سنة ست وسبعين وثلثمائة لثلاث سنين من ولايته وولي بعده ابن أخيه أبو الحسن علي بن نصر بعهده إليه كما مر وكتب إلى شرف الدولة سلطان بغداد بالطاعة فقلده ولقبه مهذب الدولة فأحسن السيرة وبذل المعروف وأجار الخائف فقصده الناس وأصبحت البطيحة معقلا واتخذها الأكابر وطنا وبنوا فيها الدور والقصور وكاتب ملوك الأطراف وصاهره بهاء الدولة بابنته وعظم شأنه واستجار به القادر عندما خاف من الطائع وهرب إليه فأجاره ولم يزل عنده بالبطيحة ثلاث سنين إلى أن استدعي منها للخلافة سنة إحدى وثمانين وثلثمائة..بعث ابن واصل على البطيحة وعزل مهذب الدولة. كان من خبر أبي العباس بن واصل هذا أنه كان ينوب عن رزبوك الحاجب وارتفع معه ثم استوحش منه ففارقه وسار إلى شيراز واتصل بخدمة فولاد وتقدم عنده ثم قبض على فولاد فعاد إلى الأهواز ثم أصعد إلى بغداد ثم خرج منها وخدم أبا محمد ابن مكرم ثم انتقل إلى خدمة مهذب الدولة بالبطيحة وتقدم عنده ولما استولى السكرستان على البصرة بعثه مهذب الدولة في العساكر لحربه فقتله وغلبه ومضى إلى شيراز فأخذ سفن محمد بن مكرم وأمواله ورجع إلى أسافل دجلة فتغلب عليها وخلع طاعة مهذب الدولة فأرسل إليه مائة سميرية مشحونة بالمقاتلة فغرق بعضها وأخذ ابن واصل الباقي وعاد إلى الأبلة فبعث إليه أبا سعيد بن ماكولا فهزمه ثانية واستولى على ما معه وأصعد إلى البطيحة وخرج مهذب الدولة إلى شجاع بن مروان وابنه صدقة فغدروا به وأخذوا أمواله ولحق بواسط واستولى ابن واصل على البطيحة وعلى أموال مهذب الدولة وجمع ما كان لزوج له ابنة بهاء الدولة وبعث به إلى أبيها وكانت قد لحقت ببغداد ثم اضطرب عليه أهل البطائح وبعث سبعمائة فارس إلى البلاد المجاورة فقاتلهم أهلها وظفروا بهم وخشي ابن واصل على نفسه فعاد إلى البصرة وترك البطائح فوضى ونزل البصرة في قوة واستفحال وخشي أهل النواحي عاديته فسار بهاء الدولة من فارس إلى الأهواز ليتلافى أمره واستدعى عميد الجيوش من بغداد وسيره في العساكر إليه فجاء إلى واسط واستكثر من السفن وسار إلى البطائح وسار إليه ابن واصل من البصرة فهزمه وغنم ثقله وخيامه ورجع ابن واصل مفلولا.
|